أصل المستحاثات وتشكلها :
المستحاثات هي حيوانات ونباتات عاشت في الماضي، توضعت بقاياها في الصخور أثناء تشكلها حيث نجدها اليوم.
يرجع حفظ هذه المستحاثات السريع في الصخور الرسوبية ، كالرمال والأوحال . فالأعضاء القابلة للعطب
واللينة تتلف بينما تحفظ الأجزاء الصلبة( أصداف ، عظام، قشور...) هذه البقايا التي تتعرض لضغط الرسوبيات تتحول ببطيء على مر الزمن إلى صخور . وتتوضع المستحاثات بصورة عامة على قاع البحار أو المسنفعات، هكذا
تبقى في الواقع محفوظة بعيدة عن الهواء والحت وهما من عوامل التلف. وبالعكس فان المتعضيات الحية التي تعيش
في الهواء الطلق لا تبقى إلا نادرا، إذ تتعفن جثثها وتزول في أكثر الأوقات.
وجود المستحاثات في الطبيعة والتقاطها:
نجد أحيانا في الصخور الطبقية ، طبقات غنية بالمستحثات ، فتلك هي مكامن المستحثات في الطبيعة ، و تلتقط المستحثات بعد إخراجها بالمطرقة و الأزميل . و يجب أن تحدد بالتدقيق موقعها في الطبقة . في بعض الأحيان لا يوجد في الطبقة إلا آثار العضويات التي زالت و اندثرت . و أخيراً يمكن أن نجد ممرات أو أوكار تتركها الحيوانات أثناء تنقلها هذه الآثار العديدة للكائنات الحية يمكن أن تحفظ و تشكل المستحثات .
إن مكامن الفقريات صعبة الدراسة خاصة لان عظامها متفرقة زيادة على أنها مختلطة مع أنواع متعددة من الحيوانات الأخرى . لذا فإن إعادة بناء الهياكل العظمية لها يتطلب احتياطات كبيرة لا يقوم بها إلا الاختصاصين .
ما هي المعلومات التي تقدمها لنا المستحاثات ؟
أ – تعطينا معلومات ثمينة لعادة سرد تاريخ الأرض و الحياة عليها . فأغلب المستحاثات الحيوانية و النباتية لا توجد حاليا في الطبيعة لأنها زالت و إختفت منذ وقت طويل و مع ذلك فقد كشفت دراستها عدة ظواهر مهمة و شيقة ، منها إثبات أن الكائنات الحية متطورة منذ وجود أصولها إلى أيامنا هذه . فمثلا لم يظهر إنسان إلا حديثا في التاريخ الجيولوجي للأرض . فإذا قارنا حجم مخ الإنسان الحالي بمخ أجداده من الحفريات ، نلاحظ أنه منذ مليون سنة تقريبا كان للرجل المستحاثي الأسترالي مخ حجمه 600 سم ، و منذ نصف مليون سنة كان للرجل المستحاثي الصيني مخ حجمه 1000 سم ، بينما عند الرجل الحالي يبلغ حجم المخ 1400 سم .
ب – تدلنا المستحاثات أيضا على جغرافية الأرض في الأزمنة القديمة . فالمستحاثات البحرية التي وجدت في قلب الصحاري أو على قمم الجبال تنبت أن هذه الأماكن كانت في الماضي بحارا . و كشفت في الأتربة القديمة في الجزائر بعض الثدييات المعروفة اليوم في إفريقيا الاستوائية و هذا ما يثبت أن المناخ قد تغيرعبرالعصور الماضية .
ج – تمكننا أخيرا المستحاثات من تحديد العمر النسبي للصخور الرسوبية . وبصورة عامة إذا وجدنا في مكان ما مستحاثات قريبة جدا من النباتات أو الحيوانات الحالية . نستنتج من هذا أن التربة ذلك المكان ليست قديمة . و بالعكس فكلما كانت التربة التي تحويها قديمة . هكذا استطاعوا بفضل تطور الكائنات الحية أن يرتبوا الأتربة حسب درجات الأقدمية و إنجاز نوع من ( تقويم ) الأرض . و قسم تاريخ الأرض إلى خمس أزمنة كبيرة أو عصور .
1 – العصر ما قبل الكامبري ( من 4500 إلى 600 مليون سنة ):
أثناء هذه الفترة الطويلة جدا التي تمثل تسعة أعشار تاريخ الأرض لا تعطينا المستحاثات إلا معلومات ضئيلة جدا ، لأنها كانت نادرة ، وكانت الحياة في البحار بلا شك بدائية مثل الأشنيات و بعض الحيوانات المجهرية و ظهرت في آخر هذا العصر حيوانات بحرية أكبر قامة كالاسفنجيات و الميدوزات و الديدان .
2- العصر الأول ( من 600 إلى 200 مليون سنة ):
نشاهد منذ بداية هذا العصر ظهور مستحاثات جديدة عديدة و متنوعة فظهرت أولا اللافقريات البحرية : كالرخويات عضديات الأرجل و المفصليات القديمة التي تدعى ( ثلاثية الفصول ) و شوكيات الجلد الراسخة في الأرض .
ثم ظهرت الفقريات الأولى كالأسماك و لكنها تختلف كثيرا عن الأسماك التي نعرفها اليوم . و بدأت في وسط هذا العصر تستقر النباتات في القارات . و في نهايته أصبحت الأراضي الرطبة و الحارة مغطاة بغابات باسقة بأشجار غير معروفة اليوم كالسراخس و الطحالب العملاقة المدفونة في المستنقعات ، و التي تشكل حاليا قسما كبيرا من الفحم الحجري المستغل . و ظهرت أيضا الضفدعيات و الزواحف في أواخر الحقب الأول : تأتي هذه من بعض الأسماك التي تحولت زعانفها إلى أطراف و أصبح تنفسها هوائيا . و تكييف بعض الفقاريات مع الحياة على الأرض .
3 – العصر الثاني ( من 200 إلى 60 مليون سنة ):
اختفت في نهاية العصر الأول عدة حيوانات بحرية كثلاثية الفصوص و بعض عضديات الأرجل ، و بعض الرخويات ، كذلك اختفت أغلبية نباتات الغابات الفحمية . و كانت بحار هذا العصر مسكونة بحيوانات لا فقرية تختلف شيئا ما عن التي وجدت في العصر الأول ، فنلاحظ كثرة الرخويات رأسيات الأرجل كالامونيت و البليمنيت و صفيحات الفلاصم كالمحارات و غيرها و غزارة قنافذ البحر . ونجد من بين الأسماك كلاب البحر و الرونك و أسلاف أسماك أخرى حالية . و ظهرت على القارات زواحف عديدة و متنوعة جدا : حتى يمكن أن نسمي العصر الثاني بحقب الزواحف ، بعضها عملاقية ، كالدينوزور الذي يبلغ طوله 25 مترا و الأخرى تستطيع أن تحلق ، و بفضل أطراف زعنفية تكيف الأخرى للحياة في الماء،أما الثديات فكانت قليلة جدا ولها قامة صغيرة. بينما ظهرت الطيور وهي مغطاة بالريش،ولكن ما زال لها أطراف وأضراس الزواحف.وأخير انتشرت في نهاية هذا العصر على القارات النباتات المعروفة حاليا: كالصونوبر والنخيل وشجر التين.
4-لعصر الثالثمن60 إلى-2 مليون سنة).
نلاحظ ي البحار اختفاء بعض الرخويات المميزة للعصر الثاني (اللمونيت،الروديست .وأخذت اللافقريات البحرية تشبه أكثر فأكثر الحيوانات الحالية.
-واختفت الزواحف الكبيرة عن القارات،لكن الثديات تكاثرت وتنوعت وهذا العصر يعتبر عصر الثديات،إذ نشاهد ظهور أسلاف جميع الثديات الحالية ومن بينها القردة والرئيسيات.
5-لعصر الرابعمن 2مليون سنة إلي اليوم)
هذا العصر قصيرا جدا بالنسبة إلى العصور السابقة. ويتميز بظهور الإنسان، كما نجد عظام الآدميين الأولين مع أدواتهم، خاصة الأحجار المنحوتة ، وهذا يثبت اكتساب الذكاء . ثم بعد مدة أظهر الإنسان نشاطات فنية ودينية ،
حلى، رسوم، نحوت، قبور. وتاريخ الإنسان الحفري معقد جدا ومهم، فالإنسان لا يتفرع من القردة الحالية، ولكن
كلاهما ينحدر عن سلف مشترك كان قد عاش في آخر العصر الثالث.
وقد وجدت كما يظهر عدة أشكال مختلفة من الآدميين في آسيا الجنوبية ، وفي أفريقيا وفي أوروبا. وكثير منها قد
زالت من غير أن تترك إخلافا وأخرى قد اختلطت مع غيرها لتصل إلى الإنسان الحالي ( الإنسان العاقل).
المستحاثات هي حيوانات ونباتات عاشت في الماضي، توضعت بقاياها في الصخور أثناء تشكلها حيث نجدها اليوم.
يرجع حفظ هذه المستحاثات السريع في الصخور الرسوبية ، كالرمال والأوحال . فالأعضاء القابلة للعطب
واللينة تتلف بينما تحفظ الأجزاء الصلبة( أصداف ، عظام، قشور...) هذه البقايا التي تتعرض لضغط الرسوبيات تتحول ببطيء على مر الزمن إلى صخور . وتتوضع المستحاثات بصورة عامة على قاع البحار أو المسنفعات، هكذا
تبقى في الواقع محفوظة بعيدة عن الهواء والحت وهما من عوامل التلف. وبالعكس فان المتعضيات الحية التي تعيش
في الهواء الطلق لا تبقى إلا نادرا، إذ تتعفن جثثها وتزول في أكثر الأوقات.
وجود المستحاثات في الطبيعة والتقاطها:
نجد أحيانا في الصخور الطبقية ، طبقات غنية بالمستحثات ، فتلك هي مكامن المستحثات في الطبيعة ، و تلتقط المستحثات بعد إخراجها بالمطرقة و الأزميل . و يجب أن تحدد بالتدقيق موقعها في الطبقة . في بعض الأحيان لا يوجد في الطبقة إلا آثار العضويات التي زالت و اندثرت . و أخيراً يمكن أن نجد ممرات أو أوكار تتركها الحيوانات أثناء تنقلها هذه الآثار العديدة للكائنات الحية يمكن أن تحفظ و تشكل المستحثات .
إن مكامن الفقريات صعبة الدراسة خاصة لان عظامها متفرقة زيادة على أنها مختلطة مع أنواع متعددة من الحيوانات الأخرى . لذا فإن إعادة بناء الهياكل العظمية لها يتطلب احتياطات كبيرة لا يقوم بها إلا الاختصاصين .
ما هي المعلومات التي تقدمها لنا المستحاثات ؟
أ – تعطينا معلومات ثمينة لعادة سرد تاريخ الأرض و الحياة عليها . فأغلب المستحاثات الحيوانية و النباتية لا توجد حاليا في الطبيعة لأنها زالت و إختفت منذ وقت طويل و مع ذلك فقد كشفت دراستها عدة ظواهر مهمة و شيقة ، منها إثبات أن الكائنات الحية متطورة منذ وجود أصولها إلى أيامنا هذه . فمثلا لم يظهر إنسان إلا حديثا في التاريخ الجيولوجي للأرض . فإذا قارنا حجم مخ الإنسان الحالي بمخ أجداده من الحفريات ، نلاحظ أنه منذ مليون سنة تقريبا كان للرجل المستحاثي الأسترالي مخ حجمه 600 سم ، و منذ نصف مليون سنة كان للرجل المستحاثي الصيني مخ حجمه 1000 سم ، بينما عند الرجل الحالي يبلغ حجم المخ 1400 سم .
ب – تدلنا المستحاثات أيضا على جغرافية الأرض في الأزمنة القديمة . فالمستحاثات البحرية التي وجدت في قلب الصحاري أو على قمم الجبال تنبت أن هذه الأماكن كانت في الماضي بحارا . و كشفت في الأتربة القديمة في الجزائر بعض الثدييات المعروفة اليوم في إفريقيا الاستوائية و هذا ما يثبت أن المناخ قد تغيرعبرالعصور الماضية .
ج – تمكننا أخيرا المستحاثات من تحديد العمر النسبي للصخور الرسوبية . وبصورة عامة إذا وجدنا في مكان ما مستحاثات قريبة جدا من النباتات أو الحيوانات الحالية . نستنتج من هذا أن التربة ذلك المكان ليست قديمة . و بالعكس فكلما كانت التربة التي تحويها قديمة . هكذا استطاعوا بفضل تطور الكائنات الحية أن يرتبوا الأتربة حسب درجات الأقدمية و إنجاز نوع من ( تقويم ) الأرض . و قسم تاريخ الأرض إلى خمس أزمنة كبيرة أو عصور .
1 – العصر ما قبل الكامبري ( من 4500 إلى 600 مليون سنة ):
أثناء هذه الفترة الطويلة جدا التي تمثل تسعة أعشار تاريخ الأرض لا تعطينا المستحاثات إلا معلومات ضئيلة جدا ، لأنها كانت نادرة ، وكانت الحياة في البحار بلا شك بدائية مثل الأشنيات و بعض الحيوانات المجهرية و ظهرت في آخر هذا العصر حيوانات بحرية أكبر قامة كالاسفنجيات و الميدوزات و الديدان .
2- العصر الأول ( من 600 إلى 200 مليون سنة ):
نشاهد منذ بداية هذا العصر ظهور مستحاثات جديدة عديدة و متنوعة فظهرت أولا اللافقريات البحرية : كالرخويات عضديات الأرجل و المفصليات القديمة التي تدعى ( ثلاثية الفصول ) و شوكيات الجلد الراسخة في الأرض .
ثم ظهرت الفقريات الأولى كالأسماك و لكنها تختلف كثيرا عن الأسماك التي نعرفها اليوم . و بدأت في وسط هذا العصر تستقر النباتات في القارات . و في نهايته أصبحت الأراضي الرطبة و الحارة مغطاة بغابات باسقة بأشجار غير معروفة اليوم كالسراخس و الطحالب العملاقة المدفونة في المستنقعات ، و التي تشكل حاليا قسما كبيرا من الفحم الحجري المستغل . و ظهرت أيضا الضفدعيات و الزواحف في أواخر الحقب الأول : تأتي هذه من بعض الأسماك التي تحولت زعانفها إلى أطراف و أصبح تنفسها هوائيا . و تكييف بعض الفقاريات مع الحياة على الأرض .
3 – العصر الثاني ( من 200 إلى 60 مليون سنة ):
اختفت في نهاية العصر الأول عدة حيوانات بحرية كثلاثية الفصوص و بعض عضديات الأرجل ، و بعض الرخويات ، كذلك اختفت أغلبية نباتات الغابات الفحمية . و كانت بحار هذا العصر مسكونة بحيوانات لا فقرية تختلف شيئا ما عن التي وجدت في العصر الأول ، فنلاحظ كثرة الرخويات رأسيات الأرجل كالامونيت و البليمنيت و صفيحات الفلاصم كالمحارات و غيرها و غزارة قنافذ البحر . ونجد من بين الأسماك كلاب البحر و الرونك و أسلاف أسماك أخرى حالية . و ظهرت على القارات زواحف عديدة و متنوعة جدا : حتى يمكن أن نسمي العصر الثاني بحقب الزواحف ، بعضها عملاقية ، كالدينوزور الذي يبلغ طوله 25 مترا و الأخرى تستطيع أن تحلق ، و بفضل أطراف زعنفية تكيف الأخرى للحياة في الماء،أما الثديات فكانت قليلة جدا ولها قامة صغيرة. بينما ظهرت الطيور وهي مغطاة بالريش،ولكن ما زال لها أطراف وأضراس الزواحف.وأخير انتشرت في نهاية هذا العصر على القارات النباتات المعروفة حاليا: كالصونوبر والنخيل وشجر التين.
4-لعصر الثالثمن60 إلى-2 مليون سنة).
نلاحظ ي البحار اختفاء بعض الرخويات المميزة للعصر الثاني (اللمونيت،الروديست .وأخذت اللافقريات البحرية تشبه أكثر فأكثر الحيوانات الحالية.
-واختفت الزواحف الكبيرة عن القارات،لكن الثديات تكاثرت وتنوعت وهذا العصر يعتبر عصر الثديات،إذ نشاهد ظهور أسلاف جميع الثديات الحالية ومن بينها القردة والرئيسيات.
5-لعصر الرابعمن 2مليون سنة إلي اليوم)
هذا العصر قصيرا جدا بالنسبة إلى العصور السابقة. ويتميز بظهور الإنسان، كما نجد عظام الآدميين الأولين مع أدواتهم، خاصة الأحجار المنحوتة ، وهذا يثبت اكتساب الذكاء . ثم بعد مدة أظهر الإنسان نشاطات فنية ودينية ،
حلى، رسوم، نحوت، قبور. وتاريخ الإنسان الحفري معقد جدا ومهم، فالإنسان لا يتفرع من القردة الحالية، ولكن
كلاهما ينحدر عن سلف مشترك كان قد عاش في آخر العصر الثالث.
وقد وجدت كما يظهر عدة أشكال مختلفة من الآدميين في آسيا الجنوبية ، وفي أفريقيا وفي أوروبا. وكثير منها قد
زالت من غير أن تترك إخلافا وأخرى قد اختلطت مع غيرها لتصل إلى الإنسان الحالي ( الإنسان العاقل).